ذواتنا
كيانٌ يتربع فـي دواخلنا باستسلامٍ ظاهري فقط
بيد أنه يعرف تماماً كيف يخذلنا .. ومتى ..!!
تناقضات تبعثرنا مليّاً ..
وكأننا بـ " قبيلةٍ من البشر" تسكن ذواتهم في أعماقنا ولـيست بـ ذاتٍ واحدة !!
نشعر أمامها أحياناً بأننا أضعف الخلقِ قدرة .. وأوهن من بيت العنكبوت ثباتاً ..َ!
’,
تحاصرنا الأحداث فـي كل وقت .. تسيّرنا أحياناً دون أن نعطي أنفسنا فرصة للتفكير .. فـ قد يكون ماوراء الحدث
أمرٌ لايحتمل التأجيل .. لـ نشعر بعدها بخيبةِ أملٍ كبيرة فـي قدرتنا على تحليل الأمور وإدارتها ..!!
’,
البعض
يشعر أنه دائماً في ضياع ..قد لايجد من يستمع له .. أو ربما لايشعر بـرغبةٍ في الكلام .. ولكنه يتقطع في اليوم
ألف مره .. دون أن يفكر فـي الحل !!
والبعض
يفتقد الأمــان .. ويفتقد الثقة في كلّ من حولـه .. ربما لأنه منذ الصغر لـم يجد مصدر أمنٍ يحتويه .. أو ربما
كان من فـئةِ من لايرى في الكونِ كـ نفسه ..!!!
والبعض
أهدى حياته بـ كل فصولها لـ الغير .. سعادته بـ بسمةٍ ترتسم على شفاه محروم .. وراحة يستشفها من عيون
من حولـه ..!!
’,
تتعدد الأصناف .. ويختلف البشر .. لـ نلتقي في النهاية عند نقطةٍ واحدة .. وإن فرّقتنا طبيعة المواقف ..
فـ نصل إلـى حقيقةٍ لا يمكن تجاهلها .. ونضع الـمؤشر على أساس المعضلة .. لـ نكتشف أخيراً أننا نعاني
من الحرمان .. ولكن بـ معنى آخر .. وكيفية أخرى ...!!!
لابد أن تمرّ بنا لحظة نشعر فيها بـ حرمانٍ لاتجدي معه مشاعر البشر وإن احتوتنا بـ صدق ..!!
ولابد أن يكون البديل حاضراً فـي كلّ لحظةٍ تحمل نفس الطابع الذي لايتغيّر وإن اختلفت صفته .....!!!
لابد أن نتقن فنّ الإكتفاء الذاتـي
ولانرخص أنفسنا فــي لحظةِ حرمانٍ قد تكون قاسية لـدرجة أننا لانستطيع معها تحكيم عقولنا
’,
لـ تحمي ذاتك من ذاتها
لابد أن تفرّ فــي كل أحوالك إلــى من منحك نبض الحياة
فـ تطفئ نار أشواقك بـدمعةٍ صادقة بين يديه .. لـعله يعوّضك بجنةٍ عرضها كعرض السماواتِ والأرض
وتـبثّ همومك لـمن بحكمته أوجدها بين حناياك .. لـ تشعر براحةٍ لاتشبه عطايا البشر ..!!
وتغطّي تقصيرك .. حرمانك .. أحزانك .. مشاعرك وأحاسيسك .. بـ أمنيةٍ تحملها تراتيلك الـخاشعة
فـ ترسلها لـ أبوابِ السماء ..
وعند الله لاتموت الأمنيـات .. }
.
.
.
.